ما الجديد في نظام مايكروسوفت ويندوز 10اس؟
ما مواصفات نظام مايكروسوفت ويندوز 10اس؟ وما الجديد في نظام مايكروسوفت ويندوز 10اس؟
في بداية شهر أيار\مايو أعلنت شركة Microsoft عن أول حاسوب محمول منتج من قبلها بشكل كامل، وعلى الرغم من أن الشركة سبق وقدمت أجهزة قريبة لمجال الحواسيب المحمولة مثل سلسلة Microsoft Surface Pro للأجهزة اللوحية وحواسيب Microsoft Surface Book متعددة الاستخدامات، فالجهاز الأخير يأتي للمرة الأولى بشكل الحاسوب المحمول التقليدي دون شاشة قابلة للفصل، لكن الحاسوب الجديد جلب معه مفاجئة تقنية كبرى وهي تقديم نظام Windows 10 S للمرة الأولى.
النظام الجديد كان مفاجئاً إلى حد بعيد بالنسبة لمتابعي التكنولوجيا وللمستخدمين العاديين على حد سواء، حيث أنه تخلى عن واحدة من أهم ميزات نظام Windows المعتادة: تثبيت التطبيقات الغير موثوقة من خارج متجر التطبيقات الخاص ب Microsoft، لكن ما يبدو كخطوة سيئة بالنسبة لغالبية المستخدمين الحاليين قد يكون له نتائج إيجابية في الواقع، لذا سنقوم باستكشاف أهم ميزات وعيوب النظام الجديد وتقديم النصيحة لاستخدامه أو الابتعاد عنه.
ما الذي يميز نظام Windows 10 S عن نظام Windows 10 المعتاد؟
من حيث المظهر العام والتعامل مع النظام، لا يوجد اية اختلافات حقيقية بين النظامين، فهما يتصرفان بشكل متشابه للغاية، ولا يتطلب النظام الجديد أي خبرة إضافية سوى كون المستخدم عارفاً لطريقة استخدام نظام Windows 10 المعتاد، فهو يمتلك نفس الواجهة الرسومية والإعدادات وغيرها، لكن الأمر لا يعني التطابق التام، فهناك أمور لا يمكنك القيام بها في النظام الجديد مثلاً، وميزات تجعله يتفوق على المعتاد حتى، وهنا أهم ما يميزه:
تثبيت التطبيقات حصرياً من متجر Windows Store
واحدة من أهم الميزات المحببة لمستخدمي أنظمة Windows هي القدرة على تثبيت التطبيقات من أي مصدر كانت، سواء من قرص ضوئي أو وحدة تخزين خارجي أو حتى ملف تثبيت محمل من الإنترنت، فتثبيت التطبيقات بهذه الطريقة لطالما ساعد نظام Windows على الهيمنة على سوق الحواسيب حول العالم كونه يتيح حرية كبيرة، لكن الأمر ليس دائماً إيجابياً مع هذه الميزة، فمن الممكن أن يقوم المستخدم بتثبيت البرمجيات الخبيثة مثل الفيروسات والبرامج الإعلانية وبرامج قرصنة الملفات أو برمجيات الفدية حتى.
النظام الجديد يجعل تثبيت التطبيقات حصرياً لمتجر Windows Store فقط، وهو ما يشبه كون مستخدمي جوالات iPhone مثلاً محدودين بالتطبيقات من متجر App Store أو حتى مستخدمي النظام المنافس Google Chrome OS المحصورين بالمتجر للتثبيت فقط. على أي حال فمتجر التطبيقات الخاص بالنظام لا يزال غير ناضج تماماً وفقيراً بالتطبيقات عموماً، فعلى الرغم من أنه يلاقي نمواً كبيراً مؤخراً وإضافة العديد من البرامج له حيث يمكن إيجاد معظم التطبيقات المهمة، فهو لا يزال يفتقد للبرامج الكبرى مثل حزمة Creative Cloud من Adobe وبرمجيات AutoCAD وSolid Works للتصميم الهندسي.
في الفترة الأخيرة قامت Microsoft ببرمجة طريقة جديدة لتضمين البرامج في متجرها، حيث لا حاجة لإعادة كتابة البرنامج من بشكل كامل ليناسب المتجر، بل من الممكن تعديله بشكل طفيف وإضافة ما يشبه أداة تحويل برمجية تسمح له بالعمل ضمن بيئة المتجر كتطبيق أصلي لمتجر Windows.
أداء أفضل وأمان شبه كامل
مع كون Microsoft تحد من وصول التطبيقات للنظام بشكل كبير مع منعها لتثبيت التطبيقات الخارجية، فالنظام بات ثابتاً أكثر ومستقراً أكثر من أي وقت سابق وبالنتيجة قابلاً للعمل بسلاسة أكبر ساء بكونه يقوم بالإقلاع بشكل أسرع، أو ببساطة طريقته بتوزيع المهام والموارد على البرمجيات المختلفة بشكل فعال أكثر من السابق حيث أن تثبيت التطبيقات من أي مصدر يخلق نوعاً من الفوضى البرمجية لا يمكن تجاوزه سوى بالحد من هذه التطبيقات وتقنينها ضمن متجر حصري حيث تتطلب شروطاً معينة وصارمة نوعاً ما للعمل على النظام.
الناحية الأخرى المهمة هنا هي الأمان، فمع كون التطبيقات قابلة للتثبيت من المتجر فقط، فأيام التطبيقات الخبيثة المعتادة ذاهب دون عودة، فبدلاً من أن يكون الحاسوب معرضاً للخطر دائماً من الفيروسات والبرمجيات الخبيثة الأخرى، فهذه البرمجيات ستحتاج لتجاوز حماية المتجر لتتمكن من الوصول إلى النظام، وهنا تكمن الصعوبة في الاختراق حيث أن المتجر لا يسمح لأي تطبيقات مشكوك بأمرها بالوجود ضمنه أصلاً وبالتالي يمنع انتشارها لدى المستخدمين بشكل فعال، هذا الأسلوب يبرر الأمان الكبير لجوالات iPhone مثلاً وحتى جوالات Android التي لا تسمح بتثبيت التطبيقات مجهلة المصدر. الأمر بالتأكيد سيحد من حرية المبرمجين، لكنه بالتأكيد سيرفع من الأمان.
المتصفح الافتراضي ومحرك البحث الافتراضي غير قابلان للتغيير
واحدة من أولى الخطوات التي يقوم بها معظم المستخدمين اليوم عند تثبيت النظام هي تثبيت متصفح Google Chrome أو Mozilla Firefox أو Opera مثلاً مع تغيير اعدادات البحث من Bing إلى Google. فالغالبية العظمى من المستخدمين لا تفضل استخدام متصفح Microsoft Edge أو محرك البحث Bing الخاص بالشركة، حيث أن Microsoft فشلت بشكل كبير بتغيير الرأي العام بهذين المنتجين على الرغم من محاولاتها المتعددة لفرضهما أو تفضيلهما حتى.
بالنسبة للمستخدم العادي، فالأمر ليس سيئاً أبداً، فمتصفح Microsoft Edge حصل على تحسينات جيدة للغاية وفي الواقع فهو يتفوق بالسرعة وتوفير الطاقة على المتصفحات الأخرى كونه مدمجاً ضمن النظام، كما أن محرك البحث Bing رغم قلة شعبيته جيد جداً ولا يمكن تمييز تجربة استخدامه عن تجربة استخدام Google حتى مع امتلاكه لإيجابية كونه يحتوي كمية أقل من الإعلانات ونتائج البحث المفضلة بكونها تعلن لدى محرك البحث.
من الجدير بالذكر أن هذا الأمر لا يعني أن المستخدمين سيحرمون من استخدام متصفحاتهم المفضلة أو محركات البحث الأخرى، لكن لن يكونوا قادري على ضبط هذه الخصائص كافتراضيات للنظام، ففتح الروابط من المستندات مثلاً سيكون دائماً عبر متصفح Edge وكذلك البحث السريع سيكون حصرياً لمحرك البحث Bing.
قابلية الترقية إلى Windows 10 Pro
كون النظام من المخطط له أن يأتي مع حاسوب Microsoft Surface الجديد ومن المتوقع قدومه مع العديد من الحواسيب الأخرى كذلك فهناك الكثير ن القلق من حيث كونه غير مناسب لبعض المستخدمين، لكن الامر الجيد أنه ليس قسرياً حقاً، فمستخدمو النظام على حواسيب Microsoft Surface وMicrosoft Surface Pro لديهم الخيار للترقية المجانية (ضمن العام الأول من الشراء) إلى نظام Windows 10 Pro خلال دقائق قليلة فقط.
هذه الترقية ستكون متاحة بهذه السهولة لجميع المستخدمين عموماً، لكن بالنسبة لمستخدمي الحواسيب الأخرى فالترقية ستكلف 50 دولاراً أمريكياً إضافياً. وهو ما قد يبدو كتكلفة إضافية غير مرغوبة، لكن المستخدم العادي يدفعها عادة دون أن يدرك ذلك كون سعر النظام يحتسب كجزء من سعر الحاسوب عند شراءه أصلاً.
لماذا أطلقت الشركة النظام الجديد وهل يجب عليك استخدامه؟
قد يجد بعض المستخدمين إطلاق الشركة للنظام كتصرف خاطئ ورجعي حتى كونه يحرم المستخدمين من بعض من أهم ما يفضلونه ضمن نظام Windows، لكن نية الشركة من إطلاق النظام ليست استبدال نظامها الحالي واسع الانتشار والمحبوب للغاية Windows 10، بل انه يأتي كخيار آخر ضمن البيئة البرمجية نفسها لجعل النظام الشهير أكثر ملائمة لبعض الحاجات الملحة اليم وربما بالأخص مجالات التعليم.
النظام الجديد يأتي أسبه برد من الشركة على انتشار نظام Google Chrome OS في الأوساط التعليمية، فالنظام الخفيف للغاية والمحدود بشكل كبير بات مفضلاً لدى الكثيرين بسبب بساطته وكونه يتوفر على حواسيب رخيصة الثمن، لكن النظام الجديد من Microsoft ينوي المنافسة بقوة بكونه قابلاً للعمل حتى على الأجهزة الضعيفة من ناحية، وكونه مغلقاً وآمناً إلى حد بعيد يجعله مناسباً للمنظمات التعليمية والجامعات والمدارس وغيرها، فهو مضمون أكثر من حيث إتاحته للمزايا المطلوبة للتعلم والعمل فقط كما أنه أقل عرضة للاختراق وبالتالي أكثر أماناً للمنظمات التي تستخدمه.
بالنسبة للمستخدمين الأفراد فاستخدام النظام من عدمه يأتي تبعاً لنوع استخدام الحاسوب وحاجات المستخدم أصلاً، فبالنسبة للمستخدم العادي الذي لا يريد سوى تصفح الإنترنت ومشاهدة الأفلام وإنشاء الوثائق فقط، فالنظام مثالي تماماً كونه يوفر هذه الميزات بأداء ممتاز كما أنه يحمي المستخدم غير الخبير من أخطار البرمجيات الخبيثة بشكل فعال ويمنع الحالات المتكررة من وجود عشرات الإعلانات مثلاً أو العديد من "أشرطة الأدوات" ضمن نافذة المتصفح.
بالمقابل، فالمستخدمون المتقدمون للحواسيب مثل مستخدمي برمجيات Adobe Creative Cloud وبرمجيات التصميم وأي برمجيات غير متاحة ضمن متجر Windows سيجدون الأمر غير ممكن أبداً بسبب غياب البدائل، كما أن الذين يستخدمون حواسيبهم للألعاب مثلاً لن يتمكنوا من الحصول على نفس التجربة أو حتى الوصول للألعاب التي يفضلونها ضمن المتجر وبالتالي فهم أفضل حالاً مع التخلي عن نظام Windows 10 S والترقية إلى Windows 10 Pro.
في النهاية، من الصعب الجزم بكون النظام الجديد من Microsoft فعالاً حقاً أم لا، خصوصاً مع التجربة الفاشلة لنظام Windows RT 2 في أجهزة Microsoft Surface Pro الأولى، لكن مع الميزات التي يقدمها ونمو المتجر بشكل كبير والإبقاء على خيار الترقية إلى الإصدار الكامل للنظام (وهو ما لم يكن متاحاً للأجهزة العاملة بنظام Windows RT 2) يجعلان النظام الجديد ممتازاً ومنافساً حقيقياً لنظام Chromebook مع كونه مرشحاً لإعادة هيمنة نظام Windows على مجال التعليم مجدداً.
- [[PropertyDescription]] [[PropertyValue]]